
المتحف
لن تقتصر الخزانة السينمائية المغربية على تتبع التسلسل الزمني لتاريخ السينما أو عرض مجموعة من الأعمال والتحف السينمائية الأيقونية، حيث أن الأمر بل يتجاوز الأمر مجرد عرض قطع أثرية سينمائية.
لقد تم تصميم هذا المتحف، بالتعاون مع سينوغرافيين مغاربة، ليكون رحلة حسية وبصرية، ومرصدًا فريدًا يلتقي فيه الفن والتاريخ، للكشف عن الأبعاد الخفية التي تكمن وراء كل عمل سينمائي.
على الرغم من أن هذا المتحف يُعنى بالثقافة السينمائية، إلا أنه لن يكون مجرد مكان جامد، فضاء للتأمل المستمر في قوة السينما وقدرتها على تجاوز العادي، والتقاط البعد المعنوي الكامن وراء كل صورة. وفضاء من أجل أن يحكي قصة الفن السابع منذ مرحلة السينما الصامتة إلى تعبيراتها الأكثر طليعية،.
لكن الأهم من ذلك، أنه سيحكي قصص الأشخاص الذين صنعوا السينما، سواء كانوا مخرجين، كتاب سيناريو، ممثلين، أو تقنيين، وهو بذلك يحتفي بالإنسان خلف الكاميرا قبل أن يحتفي بالصورة ذاتها.
إلى جانب دوره التوثيقي، يسعى المتحف إلى أن يكون مختبرًا للابتكار، من خلال مواكبة التقنيات الحديثة، الاتجاهات السينمائية الناشئة، والذكاء الاصطناعي، وذلك عبر إدماج تجارب تفاعلية وغامرة بالشراكة مع مؤسسات دولية مرموقة، مما يتيح للزوار استكشاف تقنيات السرد السينمائي الجديدة والتفاعل مع عالم السينما بطرق غير مسبوقة.
على مدار العام، ستقدّم لخزانة السينمائية المغربية مجموعات نادرة، وستنظم معارض سينمائية، عروضًا خاصة، وزيارات موضوعاتية، في احتفاء مستمر بذاكرة السينما ومستقبلها.