من نحن؟
نحن عشاق للسينما، بالدرجة الأولى، يحركنا طموح كبير، وهو أن نجعل من الخزانة السينمائية المغربية مكانا بارزا لحفظ ولتشارك التراث السينمائي في معناه الواسع.
ففي ظل هذا العصر الذي تتسابق فيه الصور بسرعة مذهلة، وتسعى فيه اللحظة الآنية إلى محو الذاكرة، فإن مهمتنا هي أن نعيد وضع السينما في عمقها التاريخي، ونحافظ على أفلامها وأشياءها وحكاياتها.. حتى تتمكن الأجيال القادمة من تملك هذا التراث العالمي.
إن إثراء وإغناء مجموعة الأفلام المتوفرة لدينا، واستعادة أرشيفنا الثمين، وتسليط الضوء على سينما صارت مهددة بالنسيان، وتقديم شهادات على عبقرية صناع الأفلام ومحترفي الصورة عندنا.. كل هذا يتطلب منا عملاً شاقًا ومتواصلًا.
لأننا ندافع عن رؤية جادة للسينما. ولكن هذا لا يعني أننا نفضل فيلما من صنف سينما المؤلف على فيلم ناجح شعبيا، ولا يعني ذلك أننا نتبنى الانغلاق كمعيار مطلق للقيمة الفنية. بل هذا يعني، ببساطة، أن ننظر إلى السينما برؤية ترفض الاستسهال، والسرديات المبنية بشكل مسبق، سينما تسائل الصورة وتنظر إلى الفيلم ليس كمنتوج استهلاكي بسيط، بل كمساحة لغوية، لبناء علاقة متوترة مع الواقع، ولتجديد الأشكال، سواء كانت هجينة أو أكاديمية. هي نظرة لا تخشى الجهد، ولا الفروق الدقيقة. لأن الأعمال الفنية الكبرى تولد، في كثير من الأحيان، بفضل مقاومة ما يبعث على الراحة الفورية والآنية.
لكننا لا نتخلى عن مهمتنا الأساسية وهي الحفاظ على تراثنا السينمائي، لأن الفيلم، حتى إذا كان وجوده رهين ب "عرضه"، فإنه ينبغي أولا أن نحفظه من التلف الذي تتعرض له الأشرطة، ومن الأشكال القديمة، ومن التقادم المخطط له، ومن انتهاء حقوقه المستحقة. وبدون هذا العمل الدقيق، فإن جزءًا كبيرًا من تراثنا السينمائي سيكون محكومًا عليه بالزوال.
من هذا المنظور، تبذل مؤسسة الخزانة السينمائية المغربية مع فريقها الكامل، كل جهودها من أجل أن يصبح هذا الحلم حقيقة.