من نحن

Qui sommes-nous

ⴰⵏⵡⴰ ⵉ ⵏⴻⵍⵍⴰ

كلمة مديرة الخزانة السينمائية المغربية

نرجس النجار


ها نحن..اليوم،


 15 فبراير2025


الخزانة السينمائية المغربية توقع شهادة ميلادها الرسمية


 هذه الانطلاقة.. هي الانطلاقة نحو الآخر، الانطلاقة نحو الجميع. إنها طريقة خاصة نعيد من خلالها التفكير في العالم بشكل مشترك. لأن السينما تعبير متزامن عن التاريخ والشعوب، لكنها قبل كل شيء هي رحلة، واقتراح، وزخارف مشكلة من الصور. أن نلتقي بنظرات مختلفة أو نرى أنفسنا في المرآة، أن نوسع الآفاق ونكسر الحواجز ونتجه نحو الجذور ونعبر أعماق التاريخ الكبير ونجعل العصور والتيارات تتحاور.. ونتساءل عن الجماليات في هذا الفن الذي يستكشف ظلالنا وانتصاراتنا معًا. أن نسمع أصوات الغضب، أن نضحك أيضًا، لأن الفكاهة، سواء كانت عبثية أو ذكية، متجذرة في الحياة. ولكن لا يمكننا الضحك على كل شيء، ولهذا سنقدم، على الهامش، مسارات أخرى، أعمالًا تحفزنا، وتزعجنا، وتنبهنا، لنوقظ في النهاية أكثر ما هو حيّ فينا.

ثم سنسافر لاكتشاف سينما جديدة، ذات قواعد فريدة، حيث ترفض الجرأة الاستعارات الأسلوبية ولا تتقيد بأي أحكام مسبقة. كما سنوفر للشباب شاشة، ليحلموا أحلامًا كبيرة، لأنهم سيكونون عشاق السينما أو صُنّاعها في المستقبل. سنكرّم روّادنا، ونتشارك الأفلام الكلاسيكية، والعروض السينمائية-الموسيقية، وسنتحدث عن السينما ولكن أيضًا عن الأدب والموسيقى والفنون التشكيلية، لأنها تشكل خلفية للسينما أو تساهم في سموّها، فهي تستلهم منها أو تكملها.

سنقدم أيضًا تجارب غامرة، وسننظم ورشات عمل للفهم والتفاعل مع الفيلم السينمائي، هذا الشريط من "السيلولويد" الذي لولاه لما وُجدت السينما، حتى يدرك كل فرد منا التحديات الكبرى التي يتطلبها الحفاظ عليه للأجيال القادمة.

لكن لا يمكننا أن ندّعي مكانةً بين الأمم دون ذاكرة ودون أثر. لهذا السبب، لا ينبغي لهذا الشاهد الثمين الذي يحكي تاريخنا أن يهلك داخل علب حديدية قديمة أكلها الصدأ. لأن كل لقطة سينمائية ننقذها تحتوي على ذكرى هشة، مقدسة، وأبدية لما كنا عليه.

الخزانة السينمائية المغربية تعمل منذ أكثر من ثلاث سنوات، مدعومةً بإيمان قوي من الوزير الوصيّ، والآن أصبح طريقنا مفتوحًا، ونحن نستخرج بفرح غامر كنوزًا بصرية طال تجاهلها، نقوم بترميمها وحفظها بعناية، بفضل خبرة فنيين متحمسين ومبدعين.

هذا الفن، الذي يطرح الأسئلة، ويثير المشاعر، ويبعث على الدهشة، هو دليل لا جدال فيه على ضرورة الحفاظ على كل تعبير سينمائي، سواء كان صامتًا أو صاخبًا، وفي النهاية، جعله ذاكرةً ضروريةً.

وأخيرًا، سنعرض طوال العام نافذةً على شاشات إفريقيا، لأن هذه القارة الغنية والواسعة والمليئة بالحياة هي قارتنا، ولأنه رغم صدمات التاريخ، فإننا كنا وسنبقى "قاطفي الضوء".

الخزانة السينمائية المغربية هي بيتكم الآن. نحن في انتظاركم، متشوقين لرؤيتكم، متحمسين لنقاشكم، نأمل أن تكونوا كُثُرًا، فضوليين، متطلبين، لنعيش معًا لحظات من المشاعر الجماعية، ونشارك شغفنا، وننير دروبنا، ونعيد بناء روابطنا، ونجعل من الإنسانية مشروعًا مشتركًا.

صاحب الجلالة الملك محمد السادس جعل من الثقافة أولوية وطنية. وكلماته اليوم أكثر وضوحًا من أي وقت مضى:

" واعتبارا لما تقتضيه التنمية البشرية، من تكامل بين مقوماتها المادية والمعنوية، فإننا حريصون على إعطاء الثقافة ما تستحقه من عناية واهتمام، إيمانا منا بأنها قوام التلاحم بين أبناء الأمة، ومرآة هويتها وأصالتها.

ولما كان المغرب غنيا بهويته، المتعددة الروافد اللغوية والإثنية، ويملك رصيداً ثقافيا وفنيا، جديراً بالإعجاب، فإنه يتعين على القطاع الثقافي أن يجسد هذا التنوع، ويشجع كل أصناف التعبير الإبداعي، سواء منها ما يلائم تراثنا العريق، أو الذوق العصري، بمختلف أنماطه وفنونه، في تكامل بين التقاليد الأصيلة، والإبداعات العصرية. "

مقتطف من خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش، 30 يوليوز 2013